ليلا ...... و محطات

المحطه الأولي:

غيابك عن ناظري قد شل أفكاري ... توهتني هواجسي بين دهاليز الحيرة ... أفكارا تحط بي وأخرى تسافر بقلبي إلى أبعد الحدود.... إلى أين تقطن ... جف نبع الشوق في يوما... ما ... من ناظريك ... واليوم أراك تبعد عن مرافئ الخلان... بوجهك ترسوا مراكب الأشجان ... وعلى شفتيك تعتكف علامة الاستفهام... يبحر قلبك في عباب الأحزان ... وأنت تتجرع مرارة الأزمان .... لا أعلم مآبك .. أرى في ملامحك ترسوا إحزان لعالم وفي ناظريك تحط قوافل الاغتراب .. وأنت بحارا قد توهك مرافئ الليل... ترنوا خلف المستحيل وتشد في عتمت الليل الرحيل... تحط بقوافلك دون دليل ... وأنا عيناي قد تاهت في مراكب الليل .... وتاهت روحي وهي تحث الخطى .

المحطة الثانية :

اسهر والسهر قوتا لي... أسهر و يلموني عندما أهدرت حبر قلمي وأبكيت الورق ... ليتهم يعلمون بأنني لم أكتب ولم أشجي الورق إلا ؟ من أجل خاطرك ... ولكن هيهات إن نلتقي... وأنا كلما عزمت الرحيل ليلا .. تشد أنت الرحال ... لديار تبعد الآف الأميال عن قلبي يتردد صدي ذلك الصوت على مسامعي وهو يبحر في بحور الليل إلى أن يتلاشي عن مسامعي ....وأظل أنا تعويذة عشق تاهت حروفها وهي تحتضر .

المحطة الثالثه:

غريب هذا الزمن يبتلع أمواس الجراح ويصمت ....ويتركني في دوامتي إلف وأدور ... أشعر وكأنني في عالم أخر عندما يتردد اسمك مابين شفتي.... شعورا غريب يختلج روحي ...أشعر و كأنني معلقة مابين السماء والأرض .. وأنت أرضى و ملاذي في ليل توجعي وارتعاش روحي في ليل السمر ... فأنا في عالم لا حياه فيه وأنت مصدر حياتي .

المحطة الرابعه :

أقر .. وأعترف بأنك قد استعمرت قلبي منذ أزل طويل ... حقيقة قلبي لا نبض فيه تاهت مراكبه عن مرسي الخلان... واضمحلت موانيه بين دروب النسيان.... وبين أزقت الأشجان هناك أتربع في ركن منسي من العالم... يدع زاوية الانتظار .... واعلم بأن انتظاري سيطول في تلك الزاوية المنسية على عتبت الوقت.... ولكنني سوف انتظرك طال الأمد أم قصر.

المحطة الخامسة:
أضع برأسي المثقل بالهموم على وسادت السهر.. فالعين تحن لرؤيت محياك .... وتذرف الدمعة كلما زار طيفك مرفأ الليل وارق مضجعة ... فبدونك وبدون طيفك يفقد الليل نكهته .. ويضحى مرا لا طعم له ... سوى حضورك أنت ياطيفي المنتظر يقلب سهرتي ويعطر غرفتي بنسائمه في كل ليلة ... لهذا ثق بأنني أنتظرك على قارعة السهر كلما هجعت العيون المثقلة بالهموم للنعاس ... ثق بأن عيني لا تزال ترقب طرق الليل وترصد تحركات وترقب موعد حضورك بفارق الصبر.

المحطة السادسة :

فهذه أنا... وهذا هو ليلي ليس سوي محطات تكتظ بخطوات الانتظار .... ومرافئ تعج برائحة الرحيل... لأنني متى ما...التقيت بطيفك الغالي... سرعان مايأتي الفجر يطرق نوافد السهر ... بأن حان موعد الرحيل فقد انبزق يوم جديد في عمر العالم ... وأنا عمري لا يزال قابع في زنزانة الليل ... على أمل أن تأتي... أنت كي تنير لى متاهات العمر المظلمة منذ إعلان رحيلك من الوجود .



[center]